فصل: فصل في معاني السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أراد جبريل- صلى الله عليه- {ذُو مِرَّةٍ} من نعْتِ شديد القوى.
وقوله عز وَجل: {فَاسْتَوَى} استوى هو وَجبريل بالأفق الأعلى لمَّا أُسرىَ به، وَهو مَطلع الشمس الأعلى، فأضمرَ الاسمَ فى- استوَى، وَرَدَّ عليه هو، وَأكثرُ كلام العرب أن يقولوا: استوى هُوَ وَأبوه- وَلا يكادُون يقولون:- استوى وَأبوه، وَهو جائز، لأن في الفعل مضمرًا: أنشدني بعضُهم:
ألم تَر أن النّبْعَ يُخلقُ عُودُه ** وَلا يستوى والخِرْوَعُ المتَقصِّفُ

وَقال الله تبارك وَتعالى- وَهو أصدق قيلا- {أئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَأباؤنا} فرَدَّ الآباء على المضمر في {كُنا} إلاَّ أنَّه حسن لما حيلَ بينهما بالتُّراب. وَالكلامُ: أئذا كنَّا تُرابًا نحنُ وآباؤنا.
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَآ أَوْحَى}.
وقوله عز وجل: {ثُمَّ دَنَا}.
يعنى: جبريل صلى الله عليه، دنا من محمد صلى الله عليه حتَّى كان قابَ قوسين عَرَبيَّتينِ أو أدنى.
{فَأَوْحَى} يعني: جبريل عليه السلام {إِلَى عَبْدِهِ}: إلى محمد صلى اللهُ عليه عبد الله: {مَآ أَوْحَى}.
وقوله تبارك وتعالى: {فَتَدَلَّى} كأن المعنى: ثم تدَلَّى فدَنا، وَلكنه جائز إذا كان معنى الفعلين وَاحدًا أو كالواحِدِ قدمتَ أيهما شئت، فقلتَ: قد دنا فقرُبَ، وقرُبَ فدَنا وشتمنى فأساء، وأساء فشتَمَنِى، وقال الباطِلَ؛ لأن الشتمَ، والإساءة شىءٌ واحدٌ.
وكذلك قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعةُ وانْشَقَّ القمر}.
والمعنى- والله أعلم- انشق القمرُ واقتربت الساعةُ، والمعنى واحدٌ.
{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
وقوله عز وجل: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ}.
فؤاد محمد- صلى الله عليه- {مَا رَأَى}، يقول: قد صَدَقَهُ فؤاده الذي رأى، و{كذَّبَ} يُقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم، والأعمش، وشيبة، ونافع المدنيانِ وشدَّدَها الحسنُ البصرىُّ، وأبو جعفر المدنى.
وكأن من قال: {كَذْبَ} يُريدُ: أن الفؤاد لم يكذّب الذي رأى، ولكن جعلَه حقًا صِدْقًا وقد يجوز أن يُريد: ما كذَّب صاحبَه الذي رأى. ومن خفف قال: ما كذب الذي رأى، ولكنه صدَقَهُ.
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}.
وقوله عز وجل: {أَفَتُمَارُونَهُ}.
أى: أفتجحدونَه.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد بن الجهم. قال: حدثنا الفراء قال: حدثنى قيس بنُ الربيع عن مغيرة عن إبراهيم قال: {أَفَتَمروْنَه}- أفتجحدونَه، {أَفَتُمَارُونَهُ}: أفتجادِلُونَه حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال حدثنى حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأها: {أَفَتَمرُونَهُ}.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء قال: حدثنا قيسٌ عن عبدالملك بن الأبجر عن الشعبى عن مسروق أنه قرأ: {أفَتَمرُونَه} وعن شُريح أنه قرأ: {أفَتُمَارُونَه}. وهى قراءة العوامِ وأهل المدينة، وعاصم بن أبى النَّجودِ والحسنِ.
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}.
وقوله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}.
يقول: مَرةً أخرى.
{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}.
وقوله تبارك وتعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراءُ؛ قال: حدثنى حِبانُ عن أبى إِسحاق الشيبانى قال: سُئِلَ زِرُّ بنُ حُبَيْش، وأنا أسمَعُ: عندها جَنةُ المأوى، أو جَنَةُ المأوى، فقال: جنة من الجنان.
حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراءُ قال: وحدثنى بعض المشيخةِ عن العَرْزَمِىِّ عن ابن أبى مُلَيْكةَ عن عائشة أنها قالت: جنةٌ من الجنان.
قال: وقال الفراءُ: وقد ذُكر عن بعضهم: {جَنَّةُ الْمَأْوَى} يُريدُ: أجَنَّة، وهى شاذة، وهى: الجنةُ التي فيها أرواحُ الشهداء.
{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}.
وقوله تبارك وتعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ}.
بصرُ محمد صلى اللهُ عليه ما زاغ بقلبِهِ يمينًا وشِمالًا ولا طغى ولا جاوزَ ما رأى.
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى}.
وقوله عز وجل: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى}.
قرأها الناسُ بالتخفيف في لفظِ قوله: {وَلاَتَ حِينَ مَنَاص}- وفى وَزْنِ- شاةٍ، وكان الكسائىُّ يَقِفُ عليها بالهاء {أفَرَأَيْتُمُ الّلأهْ}.
قال وقال الفراءُ: وأنا أقفُ على التاء.
حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى القاسمُ بن مَعْنٍ عن المنصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كانَ رجلًا يُلتُّ لهم السَّويق، وقرأها: {الَّلاتَّ والعُزى} فشدَّدَ التاء.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدَّثنا الفراءُ قال: حدثنى حبَّان عن الكَلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال: كانَ رجلٌ من التُّجار يلُتُّ السَّويقَ لَهم عندَ اللاَّت وهُو- الصَّنَمُ ويبيعُه؛ فسَمَّيْت بذلِكَ الرَّجل، وكانَ صنمًا- لثقيف، وكانت العزى سُمرَةً- لِغطفانَ يَعْبدُونها.
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}.
وقوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}.
كَانَتْ مَناةُ صَخْرَةً لِهذَيلٍ، وخُزاعة يَعبدُونها.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدَّثنا الفراء قال: وحدثنى حِبَّان عن الكَلْبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: بعثَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه خالدَ بن الوليدَ إلى العُزَّى ليقْطَعَهَا قال: فَفَعَل وهوَ يقول:
يا عُزَّ كفرانَك لا سُبْحانَك ** إنِّى رأيتُ اللهَ قد أهَانك

{أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}.
وقوله: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى}.
لأنهم قالوا: هذه الأصنام والملائكةُ بنات الله، فقال: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} جَائِرة.
والقراء جميعًا لم يَهْمِزُوا- {ضِيزى}، ومنَ العَرب من يَقول: قِسْمَة ضَيْزَى، وبعضُهُم يقول: قِسْمة ضَأزَى، وضُؤزَى بالهَمْز، ولم يقرأ بها أحدٌ نَعْلَمهُ وَ{ضِيزَى}: فُعْلَى.
وإن رأيتَ أولها مَكْسُورًا هي مثل قولهم: {بيضٌ}: و{عِينٌ} كانَ أولُها مَضْمُومًا فَكرَِهُوا أن يُتركَ على ضَمَّتهِ، فيقال: بُوضٌ، وعُونٌ.
والواحِدةُ: بَيضاءُ، وعَيناءُ: فَكَسرُوا أولَها ليكُونَ بالياء ويتألف الجَمْعُ والاثنان والواحدَة.
كذلِكَ كرهُوا أن يَقولوا: ضُوزَى، فتصيرُ واوًا، وهَى من الياء، وإنّما قضيتُ على أوّلها يالضَّم لأنّ النُّعوتَ للمؤنّث تأتى إمّا: بفَتْح وإمَّا بِضَمٍّ:
فالمفتُوح: سَكْرى، عَطْشَى، والمضمومُ: الأُنثى، والحُبُلْى؛ فإذا كانَ اسمًا ليس بنعتٍ كُسِرَ أوله كقوله: {وَذَكِّر فإِنَّ الذِّكرى}، الذِّكرى اسم لذلِكَ كسرتْ، ولَيستْ بنَعْتٍ، وكذلِكَ {الشِّعْرَى} كُسرَ أولها لانها اسمٌ ليست بنعتٍ.
وحَكَى الكِسائِى عن عيسى: {ضِيزَى}.
{أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى}.
وقوله: {أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى} ما اشتَهى.
{فَلِلَّهِ الآخِرَةُ والأُولَى}.
وقوله: {فَلِلَّهِ الآخِرَةُ والأُولَى} ثَوابهما.
{وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى}.
وقوله: {وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ}: ثم قال: {لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا}.
فَجَمعَ، وإنّما ذَكَرَ مَلَكًا واحدًا، وذلِك أن (كَمْ) تَدُلُّ على أنَّهُ أرادَ جمعًا، والعَربُ تذْهَب بأحد وبالواحد إلى الجمع في المعنى يقولونَ: هَلْ اختصمَ أحدٌ اليومَ. والأختصامُ لا يَكُونُ إلا للاثنين، فما زادَ.
وقد قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ}، فبيْنَ لا تَقعُ إلاّ عَلى الاثنين فما زادَ.
وقولهُ: {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجزين} مما دل على أَن أحدًا يكُونُ للجمع وللواحد.
ومعنى قوله: {وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ}.
مما تعبُدونه وتزعمونَ أنهم بناتُ الله لا تغنى شفاعتهم عنكم شيئا.
{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}.
وقوله: {وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}.
من عذاب الله في الآخرة.
{ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}.
وقوله: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ}.
صغَّرَ بهم يقول ذلِكَ قدْر عُقولهم، ومَبْلَغُ عِلْمِهم حينَ آثروا الدنيا على الآخرة، ويقال: ذلك مَبلَغهمُ منَ العلم أن جَعَلوا الملائكةَ، والأصنامَ بنات اللهِ.
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
وقوله: {يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ}.
قرأها يحيى، وأصحابُ عبد الله، وذكروا: أَنّهُ الشِّرك.
وقوله: {إِلاَّ اللَّمَمَ}.
يقول: إلاّ المتقاربَ من صغير الذنُوب، وسمعتُ العرب تقول: ضَرَبَهُ ما لمَمَ القتل، (ما) صِلةٌ يُريدُ: ضربَه ضَرْبًا مُتَقارِبًا للقَتْل، وسمعْتُ من آخر: ألَمَّ يفْعَلُ- في مَعْنى- كادَ يفَعلُ.
وذكر الكلَبىّ بإسناده أنّها النظرَةُ عن غير تعَمُدٍ، فهىَ لَممٌ وهى مغفورَةٌ، فإن أعادَ النظَرَ فليس بلَمَمٍ هو ذَنبٌ.
وقوله: {إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ}.
يُرُيدُ: أنشأ أباكمُ آدَمَ من الأرض.
وقوله: {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}.
يقول: هو أعلمُ بكم أوّلًا وآخرًا؛ {فلا تُزكُّوا أنفسكمُ} لا يقولنَّ أحدكمُ: عملت كذا، أو فعْلتُ كذا، {هُوَ أَعْلَمُ بمَن اتقى}.
{وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى}.
وقوله: {وَأَكْدَى}.
أى: أعطى قليلًا، ثم أمسكَ عن النفقة.
{أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}.
{أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} حالَه في الآخرة، ثم قال: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} المعنى: ألم.
{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}: بَلَّغَ- أنْ ليست {تَزِرُ وَازِرَةٌ وزْرَ أخرى}، لا تحتمل الوازرةُ ذنب غيرها.
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}.
وقوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}.
قراءة الناس- (وأنَّ)، ولو قرئ، إِنّ بالكسر على الاستئناف كانَ صوابًا.
حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراءُ قال: حدثنى الحسنُ بن عياشٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن قيس: أنّه قرأ ما في النجم، وما في الجنّ، (وأنّ) بفتح إنّ.
حدثنا محمد بن الجهم قال حدثنا- الفراء قال: حدثنى قيسٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بمثلِ ذلِكَ.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
وقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
أضحَك أهلَ الجنة بدخول الجنة، وأبكَى أهلَ النار بدخول النار.
والعَرَبُ تقولهُ في كلامها إذا عِيب على أحدهم الجَزَع والبكاء يقول: إنّ الله أضحكَ، وأبكى. يذهبونَ به إِلى أفاعيل أهل الدنيا.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى}.
وقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى} رضَّى الفقيرَ بما أغناهُ به {وَأَقْنَى} من القُنية والنشَب.
{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}.
وقوله: {رَبُّ الشِّعْرَى} الكَوْكب الذي يَطلعُ بعد الجوزاء.
{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى}.
وقوله: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى}.
قرأ الأعمشُ وعاصمٌ {عادًا} يخفضان النونَ، وذكرَ القاسم بن معن: أنّ الأعمشَ قرأ {عادَ لُّولى}، فجزمَ النونَ، ولم يهمز {الأولى}.
وهى قراءة أهل المدينة: جَزمُوا النونَ لمّا تحرّكَت الَّلام، وخفضَها مَن خفضَها لأن البناء على جزم اللام التي مَع الألف فى- الأولى والعربُ تقول: قُمْ لآن، وقُمِ الآن، وصُمِ الاثنين وصُمْ لثنين على ما فسرتُ لك.
وقوله: {عادًا الاولَى} بغير هَمْز: قومُ هُودٍ خاصةً بقَيتْ مِنْهم بقيةٌ نَجوْا معَ لُوطٍ، فسُمّى أصحابُ هودٍ عادا الأولى.
{وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَى}.
وقوله: {وَثَمُودَا فَمَآ أَبْقَى}.
ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله (وثمودَ فما أبقى) بغير ألفٍ وهى تجرى في النصب في كل التنزيل إلاّ قولهُ: {وآتينا ثمودَ النَّاقةَ مُبْصِرةً} فإِنّ هذه ليس فيها ألفٌ فَتُرِك إجراؤهَا.
{وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى}.
وقوله: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى}.
يُريدُ: وأهوى المؤتفكةَ؛ لأنّ جبريلَ- عليه السلام- احتمل قَريات قَوم لُوط حتى رفعها إلى السماء، ثم أهْوَاها وأتبعَهمُ الله بالحجارةَ، فذلك قولهُ: {فغَشّاها ما غشّى} من الحِجارة.
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى}.
وقوله: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى}.